عريضة وطنية إلى الملك محمد السادس لحل أزمة الريف: إطلاق سراح ولاد الشعب، ومحاسبة المسؤولين عن الوضع
بناء على ما جاء في كلمة الملك محمد السادس: "وإذا أصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟" ـ بقي للشعب أن خرج للشارع ليُسمع صوته وألمه ووجعه وخصاصه ومطالبه الاجتماعية البسيطة حين طال عليه الأمد ولم يجد برلمانا يمثله ولا حكومة تنفذ ما وعدته به ولا أحزابا تناضل لأجله سواء في الأغلبية أم في المعارضة. هذه العريضة تتوجه إلى الملك محمد السادس كملتمس لإنهاء الوضع المتأزم بالريف وإطلاق سراح الشباب
*******
باسم الديمقراطية التشاركية المانحة لنا كمواطنين حق المشاركة في اتخاذ القرار السياسي في دستور 2011، أرفع هذه العريضة التي تمثل كل مغربي موقع على مطالبها، إلى الملك محمد السادس، لنطلب منه باسم 18 عاما من حكم افتتحه بالإنصاف والمصالحة مع معتقلي سنوات الجمر والرصاص من الريف إلى الصحرا حتى وُصف ب"العهد الجديد": إنصاف الجيل الجديد من أبناء الريف الذين اعتقلوا بالجملة، ووضعوا في السجون دون تهم واضحة ولا محاكمات عادلة، ويضربون اليوم عن الطعام احتجاجا على ذلك وعلى ظروف سجن مزرية
..
سُجنوا لا لشيء سوى لأنهم صُدموا كما صُدمتم يا ملك البلاد محمد السادس ـ كما جاء حرفيا في خطاب العرش يوليوز 2017: بتواضع الإنجازات في بعض المجالات الاجتماعية حتى أصبح من المخجل أن يُقال أنها تقع في مغرب اليوم (..) وأنها لا تشرفكم وتبقى دون طموحكم (..) انعكست على مناطق (..) تفتقر لمعظم المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والثقافية ولفرص الشغل
سُجنوا لا لشيء سوى لأنهم أدانوا كما أدنتم يا ملك البلاد محمد السادس ـ حرفيا: الطبقة السياسية والمسؤولين والأحزاب الذين يتسابقون إلى الواجهة لما تكون النتائج إيجابية للإستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي يتم الإختباء وراء القصر الملكي وإرجاع كل الأمور إليه
سُجنوا لا لشيء سوى لأنهم قالوا للمسؤولين ما قلتم لهم يا ملك البلاد: " كفى، واتقوا الله في وطنكم.. إما أن تقوموا بمهامكم كاملة وإما أن تنسحبوا." فوجدوا أمامهم الأمن مسلحا بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والأصفاد والأحكام الجاهزة، من تخوين واتهام بالانفصال واللاوطنية إلى المساس بالعرض والحياة الشخصية
...
إننا في وقت أقبلتم يا ملك البلاد محمد السادس على معركة كبرى، معركة الاعتماد على التعاون جنوب جنوب والعودة إلى الحضن والهوية الإفريقية لأجل ملف الصحراء المغربية ولأجل السيادة الوطنية والسيادة القارية.. وفي وقت نروج للديمقراطية والتسامح بالمنطقة نحتاج أن نكون قدوة.. وفي وقت نحتاج مزيدا من الاستقرار الداخلي لاستباب الأمن وتحصين الحدود من الإرهاب ومن الأعداء المحيطين من كل جانب.. وفي حاجة إلى المكون الشبابي وثقته في النظام وثقته في حسن نية الحاكم في الإصلاح الكلي الشامل وفي قضاء عادل.. فهذه الفئة العريضة من مواطني الطبقتين الفقيرة والمتوسطة هي السد المنيع والحصن الحصين للمغرب كلما جار عليه الأعداء وتكالب عليه الحاسدون.. كيف يعقل أن يتم التنكيل بها بالسجن إن طالبت بأبسط حقوقها بينما تنعم تلك الطبقة السياسية الفاسدة التي ستهرب بجوازاتها الفرنسية والإسبانية نحو حساباتها الخارجية حين تشتد وطأة الضغط على الوطن
هل يعقل في عهدكم الجديد أن تمر 3 أشهر على أمركم المفتشيات العامة لوزارات الداخلية والاقتصاد والمالية بفتح تحقيقات مع المسؤولين المتماطلين في مشاريع الحسيمة منارة المتوسط ولازلنا لم نسمع نتيجة لأي تحقيق ولا محاسبة لأي مسؤول، بينما تمت محاكمة أكثر من 340 شاب ريفي من بينهم أطفال بسبب الاحتجاج السلمي ومحاكمة صحافي بالقانون الجنائي؟ هل يعقل أن يقبع في السجون أبناؤكم الذين لم يأملوا إلا التواصل معكم كي يشتكوا فساد المسؤولين ـ لأنهم قالوا نفس ما قلتم في خطابكم وأدانوا نفس ما أدنتم وطالبوا بنفس ما طالبتم وأرادوا للبلد الخير والتنقية من الفساد والتنمية لجهتهم؟
حان الوقت لتنتهي هذه الأزمة في جهة الريف، 1- لأن يُعلن عن المشاريع التي ستخرج المنطقة من غيابات التهميش، 2- ليُحاسب كل من تماطل أو تكاسل أو خان الأمانة وتسبب في هذا الوضع، 3- لإطلاق سراح أبناء الشعب
حان الوقت لمصالحة حقيقية بين الملك والشعب. وكلنا أمل ـ وقد فشلت كل المحاولات المحتشمة الباهتة في الوساطة بين الحاكم والمواطن، وخذلتنا الأحزاب للمرة الألف وأمناؤها وقياديوها الذي اختبؤوا واختفوا واكتفوا بالتدوين الفايسبوكي هم الذين يتقاضون عن مناصبهم المؤسساتية الملايين الشهرية، وبعد أن اختبأ الكل مرة أخرى في جبة القصر ـ كلنا أمل أن تلقى هذه المبادرة الشعبية العفوية / العريضة الوطنية لإنهاء الأزمة بالريف وإطلاق سراح ولاد الشعب ومحاسبة النخب ـ التي كُتبت بألم على خيرة شباب الوطن، استجابة عاهل البلاد محمد السادس
******************************************************************************************
المدونة كاتبة الرأي: مايسة سلامة الناجي
Comment